تروي الحكايات القديمة عن أميرة فائقة الجمال اشترطت على المتقدمين من الزواج بها أن يدخلوا في منافسة لسرد أكذب حكاية تداولها البشر على الإطلاق.. أي على العريس أن يروي قصة ليس فيها حرف واحد صادق وليس فيها إلا الكذب المملح.. وتكون كلماتها "مخللة" بالخيال الجامح.. وستفوز القصة الأكثر كذبا بقلب الأميرة الحسناء لأن العريس الذي يقدر على نسج الخيال والكذب قادر على معرفة الصدق الصافي.. وسيكون الرجل الأكذب على الإطلاق هو العريس الذي سيدخل القصر ويتربع على عرش الإمارة.. ويصبح أميرا.. أما الخاسرون فتصادر أموالهم ويرمى بهم خارج المدينة..
وتدافع العرسان والعشاق على بوابات القصر فما أسهل أن يروي الناس الكذب وخاصة المتقدمون لخطبة امرأة جميلة حسناء تهواها قلوب الرجال على الأرض.. فالشباب يجيدون الكذب في الحب كما يقال.. بل ربما لا يجيدون غيره عندما يغير الحب على قلوبهم للإيقاع بقلوب العذارى..
ولكن في المسابقة التي أعلنتها الأميرة كلما كان هناك عريس كذاب تبين أن هناك من هو أكذب منه فيخرج من المسابقة ملوما محسورا.. وتزايد المتسابقون الكذابون وفي كل يوم يظهر كذاب أكذب من غيره.. ولاتزال الأميرة بانتظار عريسها حتى هذه اللحظة فالكذب البشري نهر يتدفق بلاتوقف كما كان يفيض نهر النيل.. الذي أوقف فيضانه سد جمال عبد الناصر العالي.. إلى أن جاء محمد مرسي وأنشأ السد الكاذب العالي وهو أكبر من السد العالي بكل المقاييس..
حسب علمي دخل إلى المنافسة في العامين الأخيرين رهط من العرسان والعشاق لرواية الأكاذيب الأقوى في التاريخ.. فقد تقدم إلى خطبة الأميرة الشيخ يوسف القرضاوي وسبق الجميع ليكون العريس فهو دوماً الأسرع والأعجل إلى البر بالنساء والحسناوات والصغيرات.. وقد روى لها الشيخ عن إيمانه العميق بالله.. وعن حبه لأمة الإسلام وحرصه على دمهم وأموالهم وأعراضهم.. وعن زهده في الدنيا وعزوفه عن هذه الفانية.. حتى أنه قال لأمير قطر قولا غليظا أكثر من مئة مرة لأن الأمير مزواج مطلاق ولحم بطنه من نار جهنم التي تغلي في أحشائه.. وروى لها القرضاوي كيف أنه دفع بأبنائه للاستشهاد بين شباب المسلمين في العمل الجهادي (في السفارات).. وكيف أنه لا يحب النساء (إلا الأميرات منهن) وأنه لا يستعمل حبوب الفياغرا أبدا لأن الله بارك له في عزمه!! وشد من عوده وصلبه!!..
حديث من تحف الأكاذيب القرضاوية.. نال إعجاب لجنة التحكيم.. وصفق له الحضور.
لكن منافسا آخر اسمه عزمي بشارة روى ما يرى أنه القصة الأكذب في التاريخ البشري فقد حكى عزمي للأميرة عن نضاله من أجل الشعب الفلسطيني وكيف أنه صار عضو كنيست إسرائيلياً من أجل عيون القضية الفلسطينية.. وكيف أنه لم يقم بتمثيلية الفرار إلى قطر.. وكيف أنه يحب الشعوب العربية ولا يحب الاقتتال ولا التحريض وليس له ذنب في الدم المراق في ربيع العرب وأنه يبكي على فلسطين التي نسيها العرب.. وأنه يعيش حياة متقشفة لا يأكل فيها سوى الزعتر الفلسطيني حتى ضمر بطنه.. وروى لها كيف جاء إلى درعا ونصح الثورجيين بالتعقل ومداراة سورية وأنه توجه إلى قصر الشعب صادقا ليفتح قلبه لأصدقائه السوريين الذين لم يكرموه يوما!!.. وحدثها أنه دعا ملايين المرات للتعقل والحفاظ على الشرق وعلى سورية من الدمار.. وكيف طار إلى استانبول ليوبخ "المجلس الوطني السوري" لأنه يتسرع في رفض الحوار.. كما روى لها عن حبه للنضال واحتقاره الفكر الذي يشرب من بئر آل سعود الصحراوي.. وكيف أن ماتلقاه من علم الإنسانية والحرية والفلسفة البشرية في قطر يفوق ماقرأه عن كل فلسفات عصر التنوير الأوروبية.. وأن آل ثاني سيدخلون من نفس بوابة كارل ماركس.. وتشي غيفارا!!..
ولكن منافسا عتيدا هو رجب طيب أردوغان ارتفع صوته فوق كل الأصوات وروى للأميرة ماهو أكذب من كل الأكاذيب فهو سلطان المسلمين جميعا وهو الوفي المخلص والصديق وأنه شجاع وحليم.. وهو من يريد حماية السوريين وأن يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله.. وأنه هو الذي يفقد صبره دوما من وجود الناتو وراداراته على أرض أجداده السلاجقة.. فقام بطرد الناتو من تركيا وأعاد الحرف القرآني إلى اللغة التركية ليقرأ المسلمون الأتراك القرآن كما اعتادوا.. وروى لها دامعا كيف غدر به صديقه الرئيس السوري وطعنه في ظهره وتآمر عليه وعلى أخويه أوغلو وغول.. وعلى حزب العدالة والتنمية الذي رفض رفع سوية العلاقات مع إسرائيل.. وكيف أن صديقه الرئيس السوري أراد ربط البحار الخمسة لمحاصرة تركيا.. وقام بتهريب السلاح عبر طائراته المدنية لقتل الأتراك..
وتلا أردوغان تلميذه الكذاب الأكبر خالد مشعل ورهط حماس.. الذي أقسم بالسم الذي صبه الموساد في أذنيه أنه مناضل ابن مناضل.. وأنه حر لايعرف الغدر والنذالة.. وأنه لم يضع في مزرعته في دمشق سلاحا لتقويض أمن الذين آووه.. وأقسم المشعل أنه رأى بأم عينيه الأقصى في شوارع استانبول وليس في القدس.. وأنه لن يحرر القدس إلا حارس قاعدة العيديد أو حليف الناتو أردوغان الذي مد حماس بالصواريخ والذخيرة التي تفجرت في حلب وهي في طريقها إلى غزة.. وأن غزة تحررت وعادت إلى مصر وأن إسرائيل محاصرة بالإسلاميين الذين يدكون مدنها.. وأن الإسرائيليين يستعملون الأنفاق ليحصلوا على المال والسلاح من سورية!! وأن نتنياهو صار مليونيرا من تجارة الأنفاق..!!.. وأضاف المشعل أن طائرة الاستطلاع "أيوب" لم يرسلها حسن نصر الله بل "الجيش الحر" وعبد الرزاق طلاس الذي كان يوجهها عبر السكايب بعد ترقيته إلى قائد فيلق سيفلق إسرائيل فلقا ويعريها من ثيابها الرادارية كما فلق ميديا الداغستاني وعراها من ثيابها!!.
صفق الحضور طويلا للمشعل ووقفوا له كما وقف الكونغرس الأمريكي لخطاب نتنياهو 37 مرة..
ولم يتردد الغنوشي بالتقدم باعتباره سيداً من سادة الأكاذيب وقد أحضر معه شريطا مسجلا يؤكد نفاقه وأنه أكذب الإسلاميين وأن كل شعرة في لحيته البيضاء كاذبة.. ففي الشريط كان ينصح السلفيين بالتريث لخداع الناس كما فعل هو كملك متوّج للكذب والرياء.. وبالطبع لن يغفل الغنوشي في مسابقة الكذب أن يقول إنه طار إلى إيباك ليوبخ أصدقاء إسرائيل لأنهم لايدعمون الثورة التونسية.. وقد حلف الغنوشي بقضبان السجن الذي كان فيه في قطر أنه بكى عندما رأى شواطئ تونس يسرح فيها البكيني.. وبالطبع فقد أكد وصيفه الأبله المرزوقي ذلك وهز رأسه موافقا عشرات المرات.. ولكن الأبله المرزوقي لن يتقدم لخطبة الأميرة لأنه لايقدر على الزواج بعد إخصائه في قطر.. علاوة على أنه لايقدر على عصيان أوامر سيده حمد بن خليفة الفارس المقدام والذكي الهمام الذي يريد ضم الأميرة إلى حريمه..
وبالطبع كان من بين المتسابقين كل آل خليفة وعلى رأسهم الأمير حمد بن خليفة الذي وقف خلفه حمد بن جبر يهمس في أذنه مايجب قوله.. فقال لها الأمير بصوت بدا عليه التأثر: إنني غزال هذا الشرق الرشيق.. وأنا أبو الأحرار وأبو الفلاسفة.. وكل مالي حلال في حلال ولم أقتل في حياتي ذبابة.. بارّ بوالدي ولا أقول لهما أف ولم أخلع أبي عن عرشه.. مخلص ودود واشتري الصواريخ والقذائف للشعب الفلسطيني ليتحرر.. وأنفق مئات المليارات لخدمة جهاد المسلمين ضد الغرب.. وقد أثرت جامعة الدول العربية مئات المرات لعقد اجتماع لدعم نضال الفلسطينيين وأعطيت مهلة تلو المهلة للإسرائيليين بالساعات فقط ليوقفوا قتل الفلسطينيين.. وأنا أيتها الأميرة الجليلة يا جميلة الجميلات تختصرينني في بيت الشعر الذي يقول:
إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس
وقد علا الهرج والمرج في قاعة القصر الذي احتشد فيه الإخوان المسلمون والرئيس المصري محمد مرسي الذي جلب معه قصصا عن أنه خدم مصر 28 عاما من أميركا وأنه لم يعقد صفقة معها ولم يتعهد بأمن إسرائيل وأنه يفكر ليل نهار في إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل لينطلق الجهاد نحو إسرائيل وليس سورية.. وأن أولاده رموا بالجنسية الأمريكية في مياه النيل لأنه لا يجوز لأبناء الرئيس أن ينتموا إلا للنيل والهرم..
وكان رياض الشقفة حاضرا ويهز رأسه موافقا وقد عرف أن الشقفة سيروي للأميرة أغرب الأكاذيب من أنه سيقصم ظهر العمود الفقري لإسرائيل ولأمريكا وأنه سيبني جبهة إسلامية موحدة من استانبول إلى دمشق من أجل عيون الأقصى وأن كل أمانيه قبل أن يموت هي أن يبني نفقا من المسجد الأموي إلى الأقصى ليصلي فيه بدل الأنفاق التي يبنيها ثواره تحت المشافي السورية لنسفها..
وقد ظهر بين الجمع الملك عبد الله الثاني وقصصه عن أنه ليس ابناً ليهودية وليس جده من باع القدس بل الحاج أمين الحسيني وأنه لم يتآمر على العراق وسورية.. وأن جيمي كارتر اكتشف أن المستر بيف هو جمال عبد الناصر وليس الملك حسين.. وأن حافظ الأسد هو الذي طار ليخبر إسرائيل عن موعد حرب 1973!!.
أما ما فاجأ الجميع فهو ظهور الملك السعودي الذي دخل على كرسي متحرك وعلى يمينه خادمه الغلام سعدو الحريري الذي حمل له محفة الإسعاف في حال انتقاله المتوقع في أي لحظة للالتحاق بالرفيق الأعلى.. ووقف على شماله النائب عقاب صقر الذي كان يهمس للملك ويؤكد له أنه سيفوز لأن لديه أكذب القصص على الإطلاق "فالملك هو الرجل وليس نصف الرجل" وهو كل الرجال وليس أشباه الرجال.. وهو البطل الهمام والشاب وفي قلبه ينمو عشرون ربيعا أخضر.. وهو خادم الحرمين الشريفين وقد أمضى عمره في البحث عن إراحة الحرمين بتحرير ثالثهما الأقصى.. وهو الذي أنفق كل ثروات بلاده على فقراء المسلمين وعلى الكفاح ضد الامبريالية وضد إسرائيل.. وهو الذي ذهب إلى أفغانستان ليجمع الشباب المضللين ليحاربوا في فلسطين وليحرروا أرض محمد من الاحتلال الأمريكي.. وهو الذي يريد الصلاة في المسجد الأقصى.. وهو الذي لا يسمح بالفتاوى القاتلة للمسلمين ولا يحل دم المسلمين!!..
كان كل من لديه قصص موغلة في الكذب القبيح يحكيها آملا أن تكون الأكذب في التاريخ البشري.. وقد شوهد الشيخ العرعور الذي عبر عن رغبته في أن يخطب (الأمير) بدل الأميرة!!.. وأحضر معه قصصاً غريبة عن أنه لا يقتل وأنه يحب كل المسلمين وأن لحيته تخضل بدمع السعادة عندما يصافح إخوانه الشيعة ويساعد المسيحيين والعلويين.. وأنه يكره اللون الأحمر ورائحة الدم والفرامات ومقصات الألسن.. وأنه يتمثل السيرة النبوية بالجنوح إلى السلم وبصلح الحديبية.. وأنه يقول بتقريب المذاهب ولا يمانع أن يقيم المسيحيون صلواتهم في المساجد وأن يقيم المسلمون صلواتهم في الكنائس.. وأنه في فضائيته يدعو إلى الجهاد في فلسطين ويدعو بالهلاك على الصهاينة!!..
بالطبع تنطع عمرو خالد وقساوسة الإفتاء السعوديون وانطلقوا يروون أغرب الأكاذيب عن حبهم للجهاد ضد الغرب والصهاينة وأن كل برامجهم التلفزيونية تبث الرحمة بين الناس وتدعو للصلح ومقاطعة من أهان النبي وزوجاته في الرسوم والأفلام.. وتدعو للوحدة من أجل فلسطين حتى اهتزت المؤسسات العسكرية في الغرب من دعاء هؤلاء المشايخ وتشققت سقوف وزارات الدفاع في أوروبا من هدير المؤمنين وهم يرددون خلفهم... آااااااامييييييييين!!..
والغريب أن الرئيس أوباما ظهر فجأة وقد رفض الإدلاء بأي تصريح لكن المتحدث باسمه قال إن لدى الرئيس أكذب القصص وهي قصة قصيرة لا يمكن التطرق إلى كل تفاصيلها لكنها تتحدث عن الحرية والديمقراطية وتنتهي بأكذب القول وهو: أن أيام الرئيس السوري معدودة.. وقد حان وقت رحيله!!..
*****
كان الكذابون يتدافعون وكان أكثر الكذب الذي رفعت الأميرة حواجبها دهشة لمتانته هو عريس اسمه الربيع العربي.. وقد جاء مخفورا بثرثاري الجزيرة وثرثاراتها.. وعلى رأسهم الكذاب المنافق محمد كريشان الذي أحضر معه فقط مقالة نشرها منذ أيام بعنوان "أيها الأسد متى ترحل؟".. وقد اعتبرها النقاد ولجنة التحكيم من أكذب ماكتبه الضمير البشري.. وشوهد معه فيصل القاسم الذي أجمع المراقبون والنقاد على أنه أحد المرشحين الأقوياء جدا لأنه سيحكي عن قصته في العودة لأداء الخدمة الإلزامية في بلاده وعن رفضه للوساطات وعن دفعه لجميع إخوته للانضمام إلى خدمة العلم كما كل السوريين.. وسيحكي عن أنه كان يزور سورية لتقريع رجال المخابرات على موائد العشاء التي كان يقلبها عليهم ولا يتناول منها شيئا.. وسيقول إنه رجل شريف قلبه على العرب والحرية.. وأنه لا يقبض قرشا من أمير قطر.. ولا يغريه الدولار ولا يُباع ولا يُشرى.. وأن برنامجه "الديك المعاكس" يتابعه فلاسفة العالم ليتعلموا منه.. بمن فيهم فرانسيس فوكوياما!!..
*****
أما ما قلب كل الموازين والتوقعات وبدا كأنه الفائز بجائزة السوبر ستار فقد كان شخصا لا يتوقعه أحد.. غلب الجميع وتبوّء على عرش الأكاذيب المنحطة.. هذا الصغير أذهل الأميرة التي فتحت فمها.. وأذهل الجميع بحبكاته وأرغم كل الكذابين على الصمت وهو يتحدث كمن حطّ على رؤوسهم الطير.. نعم ظهر العريس الأفضل والأكذب.. إنه مراسل لوكالة رويتر لاتزال قصته تتربع على عرش الكذب دون منافسة..
فقد قال مراسل رويتر القصة التي رشحته للفوز الحتمي بقلب الأميرة.. لأنها أكذب الأكاذيب ومليئة بالمجهول والمجاهيل والظلام والماضي والمستقبل.. ولأن أكوام الكذب فيها تزيد في مساحتها على أكوام المزابل في القاهرة وتفوح من كل كلمة فيها رائحة الكذب المتخمر والمتعفن.. وتنطلق منها أبخرة وغازات المستنقعات النفطية وغاز الميتان.. الكذب فيها أدهش إبليس نفسه.. وجعل الشياطين تحس بالخجل أمام هذا المارد الكذاب.. وعملاق الاختلاق والافتراء.. حتى الجزيرة وأيمن عبد النور أصابتهما الغيرة والحسد لما تفتق من أكاذيب من رويترز..
فماذا قال مراسل رويترز وماذا نقلت عنه وكالته في الشأن السوري؟؟ اسمحوا لي أن أقدم لكم أكذب قصة في تاريخ البشر.. وهو مانشرته رويترز بالحرف.. وكل طالب في الصف الابتدائي سمع بقصة ليلى والذئب وعفاريت القصص سيغويه الاستماع إلى قصص العفاريت الزرق التي تصرح لهذا المراسل دون أن نعرف واحدا منهم لأنها قصص للأطفال.. فاستمتعوا بهذه الرحلة ولا تفوّتوا حرفا واحدا فكل حرف مثقل ومحمّل بثمار إبليس.. وكل حرف تنبت منه شجرة كذب وكل جملة هي غابة من النفاق والأضاليل..
لكن نصيحتي لكم وأنتم بين أكوام هذه المقالة بأن ترتدوا أقنعة الغاز والكمامات الواقية من السلاح الكيماوي لأن حجم الغازات الخانقة لا يطاق وهو قاتل بدرجة كبيرة.. وارتدوا القفازات السميكة الطبية لأن حجم الوسخ والقذارة حارق لاذع للجلد.. حتى جلود الفيلة اكتوت بحرارة الغازات الكاذبة..
وقد أوردت مقتطفات لما ورد في هذه المقالة وأترككم في جولة على أكذب القصص فاستمتعوا بما روته رويتر.. حرفا حرفا.. إنها فرصة لا تفوّت للاطلاع على أم الأكاذيب والإبداع في التلفيق.. حتى الفواصل والنقاط والسطور كذبت في مقالة رويترز.. وثقوا تماما بأنني لو لم أعرف ذلك لما تجشمت عناء الكتابة.. إنني أؤكد لكم أنني أعلم علم اليقين أن كل ماورد في هذه الرواية هو عكس الحقيقة.. إنها صورة بريشة إبليس.. لكن الفنان والرسام هو يد رويترز.. وهي أشقى من يد إبليس..لأن الدهاء هو في خلط الكذب بالحقيقة كما فعلت رويترز فتظهر الخلطة من أكذب ما أنتجه العقل البشري من نفاق وتضليل..
أما من أراد النجاة بنفسه وبقلبه وعقله فليقفز فوق السطور الرملية لمقال رويترز أو ليركب المنطاد وليتجاوز هذه السطور ويقرأ مايليها.. من رسالة الأميرة لعشاقها.
"رويترز": الأسد يتولى قيادة قواته بنفسه ولا يزال مقتنعاً أن بإمكانه النصر في خضم صراع متغير في سورية..
تبدو الصورة طبيعية على نحو خادع، وقد نشرت على صفحة الرئيس السوري بشار الأسد على فيسبوك، وتظهر فيها السيدة الأولى في سورية أسماء الأسد، وهي ترتدي سروالا من الجينز وقميصا وتصطحب ابنتها وأولادها الثلاثة في أول أيام العام الدراسي الجديد. وارتدى اثنان من الأولاد في الصورة سراويل قصيرة من القماش المموه وقمصان باللون الكاكي وقبعات تماشيا مع أجواء حاكم تحت الحصار. لكن عندما أوصلت أسماء الابن الأكبر حافظ الذي سمّي على اسم جده الحاكم القوي الراحل لسورية إلى مدرسته لم يكن هناك سوى تلميذ واحد وصل إلى الفصل بسبب هجمات شنها المعارضون في دمشق في ذلك الصباح.
ولخصت صورة نشرت على موقع فيسبوك للأسد في الزي العسكري التحول الذي طرأ عليه منذ أن قتل هجوم بقنبلة في يوليو تموز القيادة الأمنية لدائرته الداخلية بما في ذلك صهره ووزير دفاعه.
ويقول أشخاص التقوا بالرئيس السوري حديثاً إن الأسد (47 عاماً) تولى القيادة اليومية للجيش وتحدثوا عن رئيس واثق بنفسه ومتأهب للقتال ومقتنع بأنه سينتصر في النهاية عبر الأساليب العسكرية.
وقال سياسي لبناني يؤيد سورية وتربطه صلات وطيدة بالأسد "لم يعد رئيساً يعتمد على فريقه ويصدر أوامره عبر مساعديه. هذا تغير جذري في تفكير الأسد.. والآن هو مشارك في توجيه المعركة".
وربما تكون نهاية اللعبة قد تغيرت أيضا في سورية حيث قال السياسي اللبناني "لا يتحدث أحد الآن عن سيطرة النظام على كل سورية وإنما يتحدثون عن قدرة النظام على الاستمرار".
وأضاف أن الناس كانوا يتساءلون حتى فترة قريبة عن المسؤول المقبل الذي سيعلن انشقاقه لكن مضى بعض الوقت ولم تحدث انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش.
ويقول مراقبون آخرون للصراع عن كثب إنه إذا كان الأسد يعتقد أن بإمكانه الانتصار فإنه موهوم وقال دبلوماسي غربي "المشكلة هي أن النظام يعيش في عالم خاص به. من الواضح أن الناس يرفضون هذه الفكرة -أي رواية النظام لما يحدث- وهي أن النظام علماني يهاجمه متطرفون في معركة بين الخير والشر وأن بشار سيثبت يوماً أنه على حق.. بشار ليس ضحية.. هو سبب العنف".
وتحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة تشهد مذابح وقتلا طائفيا بشكل شبه يومي وهو ما يقول بعض المراقبين إنه يجعل مصير الأسد أمراً غير ذي صلة تقريباً.
وقال مسؤول عربي "الجميع منومون مغناطيسيا بشكل ما بمسألة إذا كان بشار رئيساً أم لا وإذا كان سيرحل أم لا... أخشى أن تكون المسألة أكبر من ذلك بكثير. المسألة هي معرفة إذا كانت سورية ستعيش أم لا وكيف ستولد سورية الجديدة".
وقال الدبلوماسي الغربي "سيكون هناك سبب ما يؤدي إلى سقوط النظام.. سقوط دمشق أو انقلاب في النظام أو أي شيء آخر.. لا يمكنني توقع أي فتيل سيطلق العملية لكن النظام سيسقط".
*****
هل يصدق عاقل بعد التجربة السورية القوية أن أحداً لديه القدرة على هز عرش الشام أو تقرير مصيره إلا أهل الشام؟ وهل يصدق إلا المجانين أن السوريين ورئيسهم تعبوا من حماية عيون الشام وحلب من العمى الذي ينشره رمد الربيع العربي..؟؟ هل يصدق عاقل بعد قرابة عامين على صمود الأسد وتفكك المحاور حوله وانكفاء قطر ورحيل ساركوزي وترنح أردوغان وعثرات أوباما الأخيرة أن ما يسمّى بـ"الثورة السورية" لايزال لها أمل..؟؟ وهل يعتقد عاقل أن الأسد وحلفاءه الذين فككوا الربيع العربي ومنظومة الناتو السرية من استانبول إلى الدوحة ومن الكويت إلى بنغازي.. يمكن أن يهزموا؟؟ وهل يراود أحد شك أن محور روسيا- الصين-إيران- بريكس قد فعل مافعل ليدخل في الصفقات المتأخرة؟ وأنه محور ليس قوياً بما فيه الكفاية لابتلاع مجلس الأمن بكل أعضائه..؟؟..
وهل يصدق عاقل أن المقالة ليست مكتوبة في تل أبيب من قبل رجال المخابرات الإسرائيليين..؟؟!!!.
على كل حال.. التحدي للفوز بقلب الأميرة لايزال مفتوحا لكنه ربما انتهى لأنه لم توجد قصة خرقاء أكثر من هذه القصة التي تقطر كذبا وتستحق أن يكون لها في متحف الكذب والخيال الشرير قاعة خاصة وأن يتم تحنيطها كي تبقى.. والتي إذا مر الصدق بجانب بيتها انتحر.. وحتى هذه اللحظة تتنافس هذه القصة مع قصص وأكاذيب الربيع العربي والثورة السورية.. لكن مراسلي رويتر سيفوزون دون أدنى شك..
ستتربع هذه المقالة على عرش الصحافة المنافقة المفبركة دون منازع ولن تكون "الجزيرة" وتنسيقيات الثورة السورية وخطابات الإخوان المسلمين سوى وصيفات وخادمات!!...
بقي أن أقول لكم إن تلك الأميرة الحسناء هي سورية التي استمعت إلى كل الكذابين وقالت لأبنائها الملايين الـ 23 إنها أرادت بهذه المسابقة أن تخرج الكذابين الكبار من جحورهم ليرى السوريون والعرب وجوه الفئران في وضح النهار على حقيقتها وليشم الناس رائحة أنفاسها الكريهة.. وأن يتعلموا من بعد هذا الدرس أن الثورات التي تكذب وأن المثقفين الذين يكذبون لا تستطيع ولا يستطيعون أن يفوزوا بقلوب الأميرات الشرقيات..
وتقول لكم الأميرة السورية التي تعتبر أجمل أميرة في الشرق إنها لا تتزوج الكذابين والمنافقين ولا ترحب بهم.. لكنها ستعلّق رؤوسهم كالمحنطات ورؤوس الضباع والذئاب والدببة والكركدن وحمير الوحش على جدران قصر الشعب الذي يحمله أبوها قاسيون.. الذي يرابط عليه ويحميه الرئيس بشار الأسد.. وجيشه الأسطوري الذي لا يتعب.. وعيون الرئيس التي لا تتعب.
وتدافع العرسان والعشاق على بوابات القصر فما أسهل أن يروي الناس الكذب وخاصة المتقدمون لخطبة امرأة جميلة حسناء تهواها قلوب الرجال على الأرض.. فالشباب يجيدون الكذب في الحب كما يقال.. بل ربما لا يجيدون غيره عندما يغير الحب على قلوبهم للإيقاع بقلوب العذارى..
ولكن في المسابقة التي أعلنتها الأميرة كلما كان هناك عريس كذاب تبين أن هناك من هو أكذب منه فيخرج من المسابقة ملوما محسورا.. وتزايد المتسابقون الكذابون وفي كل يوم يظهر كذاب أكذب من غيره.. ولاتزال الأميرة بانتظار عريسها حتى هذه اللحظة فالكذب البشري نهر يتدفق بلاتوقف كما كان يفيض نهر النيل.. الذي أوقف فيضانه سد جمال عبد الناصر العالي.. إلى أن جاء محمد مرسي وأنشأ السد الكاذب العالي وهو أكبر من السد العالي بكل المقاييس..
حسب علمي دخل إلى المنافسة في العامين الأخيرين رهط من العرسان والعشاق لرواية الأكاذيب الأقوى في التاريخ.. فقد تقدم إلى خطبة الأميرة الشيخ يوسف القرضاوي وسبق الجميع ليكون العريس فهو دوماً الأسرع والأعجل إلى البر بالنساء والحسناوات والصغيرات.. وقد روى لها الشيخ عن إيمانه العميق بالله.. وعن حبه لأمة الإسلام وحرصه على دمهم وأموالهم وأعراضهم.. وعن زهده في الدنيا وعزوفه عن هذه الفانية.. حتى أنه قال لأمير قطر قولا غليظا أكثر من مئة مرة لأن الأمير مزواج مطلاق ولحم بطنه من نار جهنم التي تغلي في أحشائه.. وروى لها القرضاوي كيف أنه دفع بأبنائه للاستشهاد بين شباب المسلمين في العمل الجهادي (في السفارات).. وكيف أنه لا يحب النساء (إلا الأميرات منهن) وأنه لا يستعمل حبوب الفياغرا أبدا لأن الله بارك له في عزمه!! وشد من عوده وصلبه!!..
حديث من تحف الأكاذيب القرضاوية.. نال إعجاب لجنة التحكيم.. وصفق له الحضور.
لكن منافسا آخر اسمه عزمي بشارة روى ما يرى أنه القصة الأكذب في التاريخ البشري فقد حكى عزمي للأميرة عن نضاله من أجل الشعب الفلسطيني وكيف أنه صار عضو كنيست إسرائيلياً من أجل عيون القضية الفلسطينية.. وكيف أنه لم يقم بتمثيلية الفرار إلى قطر.. وكيف أنه يحب الشعوب العربية ولا يحب الاقتتال ولا التحريض وليس له ذنب في الدم المراق في ربيع العرب وأنه يبكي على فلسطين التي نسيها العرب.. وأنه يعيش حياة متقشفة لا يأكل فيها سوى الزعتر الفلسطيني حتى ضمر بطنه.. وروى لها كيف جاء إلى درعا ونصح الثورجيين بالتعقل ومداراة سورية وأنه توجه إلى قصر الشعب صادقا ليفتح قلبه لأصدقائه السوريين الذين لم يكرموه يوما!!.. وحدثها أنه دعا ملايين المرات للتعقل والحفاظ على الشرق وعلى سورية من الدمار.. وكيف طار إلى استانبول ليوبخ "المجلس الوطني السوري" لأنه يتسرع في رفض الحوار.. كما روى لها عن حبه للنضال واحتقاره الفكر الذي يشرب من بئر آل سعود الصحراوي.. وكيف أن ماتلقاه من علم الإنسانية والحرية والفلسفة البشرية في قطر يفوق ماقرأه عن كل فلسفات عصر التنوير الأوروبية.. وأن آل ثاني سيدخلون من نفس بوابة كارل ماركس.. وتشي غيفارا!!..
ولكن منافسا عتيدا هو رجب طيب أردوغان ارتفع صوته فوق كل الأصوات وروى للأميرة ماهو أكذب من كل الأكاذيب فهو سلطان المسلمين جميعا وهو الوفي المخلص والصديق وأنه شجاع وحليم.. وهو من يريد حماية السوريين وأن يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله.. وأنه هو الذي يفقد صبره دوما من وجود الناتو وراداراته على أرض أجداده السلاجقة.. فقام بطرد الناتو من تركيا وأعاد الحرف القرآني إلى اللغة التركية ليقرأ المسلمون الأتراك القرآن كما اعتادوا.. وروى لها دامعا كيف غدر به صديقه الرئيس السوري وطعنه في ظهره وتآمر عليه وعلى أخويه أوغلو وغول.. وعلى حزب العدالة والتنمية الذي رفض رفع سوية العلاقات مع إسرائيل.. وكيف أن صديقه الرئيس السوري أراد ربط البحار الخمسة لمحاصرة تركيا.. وقام بتهريب السلاح عبر طائراته المدنية لقتل الأتراك..
وتلا أردوغان تلميذه الكذاب الأكبر خالد مشعل ورهط حماس.. الذي أقسم بالسم الذي صبه الموساد في أذنيه أنه مناضل ابن مناضل.. وأنه حر لايعرف الغدر والنذالة.. وأنه لم يضع في مزرعته في دمشق سلاحا لتقويض أمن الذين آووه.. وأقسم المشعل أنه رأى بأم عينيه الأقصى في شوارع استانبول وليس في القدس.. وأنه لن يحرر القدس إلا حارس قاعدة العيديد أو حليف الناتو أردوغان الذي مد حماس بالصواريخ والذخيرة التي تفجرت في حلب وهي في طريقها إلى غزة.. وأن غزة تحررت وعادت إلى مصر وأن إسرائيل محاصرة بالإسلاميين الذين يدكون مدنها.. وأن الإسرائيليين يستعملون الأنفاق ليحصلوا على المال والسلاح من سورية!! وأن نتنياهو صار مليونيرا من تجارة الأنفاق..!!.. وأضاف المشعل أن طائرة الاستطلاع "أيوب" لم يرسلها حسن نصر الله بل "الجيش الحر" وعبد الرزاق طلاس الذي كان يوجهها عبر السكايب بعد ترقيته إلى قائد فيلق سيفلق إسرائيل فلقا ويعريها من ثيابها الرادارية كما فلق ميديا الداغستاني وعراها من ثيابها!!.
صفق الحضور طويلا للمشعل ووقفوا له كما وقف الكونغرس الأمريكي لخطاب نتنياهو 37 مرة..
ولم يتردد الغنوشي بالتقدم باعتباره سيداً من سادة الأكاذيب وقد أحضر معه شريطا مسجلا يؤكد نفاقه وأنه أكذب الإسلاميين وأن كل شعرة في لحيته البيضاء كاذبة.. ففي الشريط كان ينصح السلفيين بالتريث لخداع الناس كما فعل هو كملك متوّج للكذب والرياء.. وبالطبع لن يغفل الغنوشي في مسابقة الكذب أن يقول إنه طار إلى إيباك ليوبخ أصدقاء إسرائيل لأنهم لايدعمون الثورة التونسية.. وقد حلف الغنوشي بقضبان السجن الذي كان فيه في قطر أنه بكى عندما رأى شواطئ تونس يسرح فيها البكيني.. وبالطبع فقد أكد وصيفه الأبله المرزوقي ذلك وهز رأسه موافقا عشرات المرات.. ولكن الأبله المرزوقي لن يتقدم لخطبة الأميرة لأنه لايقدر على الزواج بعد إخصائه في قطر.. علاوة على أنه لايقدر على عصيان أوامر سيده حمد بن خليفة الفارس المقدام والذكي الهمام الذي يريد ضم الأميرة إلى حريمه..
وبالطبع كان من بين المتسابقين كل آل خليفة وعلى رأسهم الأمير حمد بن خليفة الذي وقف خلفه حمد بن جبر يهمس في أذنه مايجب قوله.. فقال لها الأمير بصوت بدا عليه التأثر: إنني غزال هذا الشرق الرشيق.. وأنا أبو الأحرار وأبو الفلاسفة.. وكل مالي حلال في حلال ولم أقتل في حياتي ذبابة.. بارّ بوالدي ولا أقول لهما أف ولم أخلع أبي عن عرشه.. مخلص ودود واشتري الصواريخ والقذائف للشعب الفلسطيني ليتحرر.. وأنفق مئات المليارات لخدمة جهاد المسلمين ضد الغرب.. وقد أثرت جامعة الدول العربية مئات المرات لعقد اجتماع لدعم نضال الفلسطينيين وأعطيت مهلة تلو المهلة للإسرائيليين بالساعات فقط ليوقفوا قتل الفلسطينيين.. وأنا أيتها الأميرة الجليلة يا جميلة الجميلات تختصرينني في بيت الشعر الذي يقول:
إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس
وقد علا الهرج والمرج في قاعة القصر الذي احتشد فيه الإخوان المسلمون والرئيس المصري محمد مرسي الذي جلب معه قصصا عن أنه خدم مصر 28 عاما من أميركا وأنه لم يعقد صفقة معها ولم يتعهد بأمن إسرائيل وأنه يفكر ليل نهار في إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل لينطلق الجهاد نحو إسرائيل وليس سورية.. وأن أولاده رموا بالجنسية الأمريكية في مياه النيل لأنه لا يجوز لأبناء الرئيس أن ينتموا إلا للنيل والهرم..
وكان رياض الشقفة حاضرا ويهز رأسه موافقا وقد عرف أن الشقفة سيروي للأميرة أغرب الأكاذيب من أنه سيقصم ظهر العمود الفقري لإسرائيل ولأمريكا وأنه سيبني جبهة إسلامية موحدة من استانبول إلى دمشق من أجل عيون الأقصى وأن كل أمانيه قبل أن يموت هي أن يبني نفقا من المسجد الأموي إلى الأقصى ليصلي فيه بدل الأنفاق التي يبنيها ثواره تحت المشافي السورية لنسفها..
وقد ظهر بين الجمع الملك عبد الله الثاني وقصصه عن أنه ليس ابناً ليهودية وليس جده من باع القدس بل الحاج أمين الحسيني وأنه لم يتآمر على العراق وسورية.. وأن جيمي كارتر اكتشف أن المستر بيف هو جمال عبد الناصر وليس الملك حسين.. وأن حافظ الأسد هو الذي طار ليخبر إسرائيل عن موعد حرب 1973!!.
أما ما فاجأ الجميع فهو ظهور الملك السعودي الذي دخل على كرسي متحرك وعلى يمينه خادمه الغلام سعدو الحريري الذي حمل له محفة الإسعاف في حال انتقاله المتوقع في أي لحظة للالتحاق بالرفيق الأعلى.. ووقف على شماله النائب عقاب صقر الذي كان يهمس للملك ويؤكد له أنه سيفوز لأن لديه أكذب القصص على الإطلاق "فالملك هو الرجل وليس نصف الرجل" وهو كل الرجال وليس أشباه الرجال.. وهو البطل الهمام والشاب وفي قلبه ينمو عشرون ربيعا أخضر.. وهو خادم الحرمين الشريفين وقد أمضى عمره في البحث عن إراحة الحرمين بتحرير ثالثهما الأقصى.. وهو الذي أنفق كل ثروات بلاده على فقراء المسلمين وعلى الكفاح ضد الامبريالية وضد إسرائيل.. وهو الذي ذهب إلى أفغانستان ليجمع الشباب المضللين ليحاربوا في فلسطين وليحرروا أرض محمد من الاحتلال الأمريكي.. وهو الذي يريد الصلاة في المسجد الأقصى.. وهو الذي لا يسمح بالفتاوى القاتلة للمسلمين ولا يحل دم المسلمين!!..
كان كل من لديه قصص موغلة في الكذب القبيح يحكيها آملا أن تكون الأكذب في التاريخ البشري.. وقد شوهد الشيخ العرعور الذي عبر عن رغبته في أن يخطب (الأمير) بدل الأميرة!!.. وأحضر معه قصصاً غريبة عن أنه لا يقتل وأنه يحب كل المسلمين وأن لحيته تخضل بدمع السعادة عندما يصافح إخوانه الشيعة ويساعد المسيحيين والعلويين.. وأنه يكره اللون الأحمر ورائحة الدم والفرامات ومقصات الألسن.. وأنه يتمثل السيرة النبوية بالجنوح إلى السلم وبصلح الحديبية.. وأنه يقول بتقريب المذاهب ولا يمانع أن يقيم المسيحيون صلواتهم في المساجد وأن يقيم المسلمون صلواتهم في الكنائس.. وأنه في فضائيته يدعو إلى الجهاد في فلسطين ويدعو بالهلاك على الصهاينة!!..
بالطبع تنطع عمرو خالد وقساوسة الإفتاء السعوديون وانطلقوا يروون أغرب الأكاذيب عن حبهم للجهاد ضد الغرب والصهاينة وأن كل برامجهم التلفزيونية تبث الرحمة بين الناس وتدعو للصلح ومقاطعة من أهان النبي وزوجاته في الرسوم والأفلام.. وتدعو للوحدة من أجل فلسطين حتى اهتزت المؤسسات العسكرية في الغرب من دعاء هؤلاء المشايخ وتشققت سقوف وزارات الدفاع في أوروبا من هدير المؤمنين وهم يرددون خلفهم... آااااااامييييييييين!!..
والغريب أن الرئيس أوباما ظهر فجأة وقد رفض الإدلاء بأي تصريح لكن المتحدث باسمه قال إن لدى الرئيس أكذب القصص وهي قصة قصيرة لا يمكن التطرق إلى كل تفاصيلها لكنها تتحدث عن الحرية والديمقراطية وتنتهي بأكذب القول وهو: أن أيام الرئيس السوري معدودة.. وقد حان وقت رحيله!!..
*****
كان الكذابون يتدافعون وكان أكثر الكذب الذي رفعت الأميرة حواجبها دهشة لمتانته هو عريس اسمه الربيع العربي.. وقد جاء مخفورا بثرثاري الجزيرة وثرثاراتها.. وعلى رأسهم الكذاب المنافق محمد كريشان الذي أحضر معه فقط مقالة نشرها منذ أيام بعنوان "أيها الأسد متى ترحل؟".. وقد اعتبرها النقاد ولجنة التحكيم من أكذب ماكتبه الضمير البشري.. وشوهد معه فيصل القاسم الذي أجمع المراقبون والنقاد على أنه أحد المرشحين الأقوياء جدا لأنه سيحكي عن قصته في العودة لأداء الخدمة الإلزامية في بلاده وعن رفضه للوساطات وعن دفعه لجميع إخوته للانضمام إلى خدمة العلم كما كل السوريين.. وسيحكي عن أنه كان يزور سورية لتقريع رجال المخابرات على موائد العشاء التي كان يقلبها عليهم ولا يتناول منها شيئا.. وسيقول إنه رجل شريف قلبه على العرب والحرية.. وأنه لا يقبض قرشا من أمير قطر.. ولا يغريه الدولار ولا يُباع ولا يُشرى.. وأن برنامجه "الديك المعاكس" يتابعه فلاسفة العالم ليتعلموا منه.. بمن فيهم فرانسيس فوكوياما!!..
*****
أما ما قلب كل الموازين والتوقعات وبدا كأنه الفائز بجائزة السوبر ستار فقد كان شخصا لا يتوقعه أحد.. غلب الجميع وتبوّء على عرش الأكاذيب المنحطة.. هذا الصغير أذهل الأميرة التي فتحت فمها.. وأذهل الجميع بحبكاته وأرغم كل الكذابين على الصمت وهو يتحدث كمن حطّ على رؤوسهم الطير.. نعم ظهر العريس الأفضل والأكذب.. إنه مراسل لوكالة رويتر لاتزال قصته تتربع على عرش الكذب دون منافسة..
فقد قال مراسل رويتر القصة التي رشحته للفوز الحتمي بقلب الأميرة.. لأنها أكذب الأكاذيب ومليئة بالمجهول والمجاهيل والظلام والماضي والمستقبل.. ولأن أكوام الكذب فيها تزيد في مساحتها على أكوام المزابل في القاهرة وتفوح من كل كلمة فيها رائحة الكذب المتخمر والمتعفن.. وتنطلق منها أبخرة وغازات المستنقعات النفطية وغاز الميتان.. الكذب فيها أدهش إبليس نفسه.. وجعل الشياطين تحس بالخجل أمام هذا المارد الكذاب.. وعملاق الاختلاق والافتراء.. حتى الجزيرة وأيمن عبد النور أصابتهما الغيرة والحسد لما تفتق من أكاذيب من رويترز..
فماذا قال مراسل رويترز وماذا نقلت عنه وكالته في الشأن السوري؟؟ اسمحوا لي أن أقدم لكم أكذب قصة في تاريخ البشر.. وهو مانشرته رويترز بالحرف.. وكل طالب في الصف الابتدائي سمع بقصة ليلى والذئب وعفاريت القصص سيغويه الاستماع إلى قصص العفاريت الزرق التي تصرح لهذا المراسل دون أن نعرف واحدا منهم لأنها قصص للأطفال.. فاستمتعوا بهذه الرحلة ولا تفوّتوا حرفا واحدا فكل حرف مثقل ومحمّل بثمار إبليس.. وكل حرف تنبت منه شجرة كذب وكل جملة هي غابة من النفاق والأضاليل..
لكن نصيحتي لكم وأنتم بين أكوام هذه المقالة بأن ترتدوا أقنعة الغاز والكمامات الواقية من السلاح الكيماوي لأن حجم الغازات الخانقة لا يطاق وهو قاتل بدرجة كبيرة.. وارتدوا القفازات السميكة الطبية لأن حجم الوسخ والقذارة حارق لاذع للجلد.. حتى جلود الفيلة اكتوت بحرارة الغازات الكاذبة..
وقد أوردت مقتطفات لما ورد في هذه المقالة وأترككم في جولة على أكذب القصص فاستمتعوا بما روته رويتر.. حرفا حرفا.. إنها فرصة لا تفوّت للاطلاع على أم الأكاذيب والإبداع في التلفيق.. حتى الفواصل والنقاط والسطور كذبت في مقالة رويترز.. وثقوا تماما بأنني لو لم أعرف ذلك لما تجشمت عناء الكتابة.. إنني أؤكد لكم أنني أعلم علم اليقين أن كل ماورد في هذه الرواية هو عكس الحقيقة.. إنها صورة بريشة إبليس.. لكن الفنان والرسام هو يد رويترز.. وهي أشقى من يد إبليس..لأن الدهاء هو في خلط الكذب بالحقيقة كما فعلت رويترز فتظهر الخلطة من أكذب ما أنتجه العقل البشري من نفاق وتضليل..
أما من أراد النجاة بنفسه وبقلبه وعقله فليقفز فوق السطور الرملية لمقال رويترز أو ليركب المنطاد وليتجاوز هذه السطور ويقرأ مايليها.. من رسالة الأميرة لعشاقها.
"رويترز": الأسد يتولى قيادة قواته بنفسه ولا يزال مقتنعاً أن بإمكانه النصر في خضم صراع متغير في سورية..
تبدو الصورة طبيعية على نحو خادع، وقد نشرت على صفحة الرئيس السوري بشار الأسد على فيسبوك، وتظهر فيها السيدة الأولى في سورية أسماء الأسد، وهي ترتدي سروالا من الجينز وقميصا وتصطحب ابنتها وأولادها الثلاثة في أول أيام العام الدراسي الجديد. وارتدى اثنان من الأولاد في الصورة سراويل قصيرة من القماش المموه وقمصان باللون الكاكي وقبعات تماشيا مع أجواء حاكم تحت الحصار. لكن عندما أوصلت أسماء الابن الأكبر حافظ الذي سمّي على اسم جده الحاكم القوي الراحل لسورية إلى مدرسته لم يكن هناك سوى تلميذ واحد وصل إلى الفصل بسبب هجمات شنها المعارضون في دمشق في ذلك الصباح.
ولخصت صورة نشرت على موقع فيسبوك للأسد في الزي العسكري التحول الذي طرأ عليه منذ أن قتل هجوم بقنبلة في يوليو تموز القيادة الأمنية لدائرته الداخلية بما في ذلك صهره ووزير دفاعه.
ويقول أشخاص التقوا بالرئيس السوري حديثاً إن الأسد (47 عاماً) تولى القيادة اليومية للجيش وتحدثوا عن رئيس واثق بنفسه ومتأهب للقتال ومقتنع بأنه سينتصر في النهاية عبر الأساليب العسكرية.
وقال سياسي لبناني يؤيد سورية وتربطه صلات وطيدة بالأسد "لم يعد رئيساً يعتمد على فريقه ويصدر أوامره عبر مساعديه. هذا تغير جذري في تفكير الأسد.. والآن هو مشارك في توجيه المعركة".
وربما تكون نهاية اللعبة قد تغيرت أيضا في سورية حيث قال السياسي اللبناني "لا يتحدث أحد الآن عن سيطرة النظام على كل سورية وإنما يتحدثون عن قدرة النظام على الاستمرار".
وأضاف أن الناس كانوا يتساءلون حتى فترة قريبة عن المسؤول المقبل الذي سيعلن انشقاقه لكن مضى بعض الوقت ولم تحدث انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش.
ويقول مراقبون آخرون للصراع عن كثب إنه إذا كان الأسد يعتقد أن بإمكانه الانتصار فإنه موهوم وقال دبلوماسي غربي "المشكلة هي أن النظام يعيش في عالم خاص به. من الواضح أن الناس يرفضون هذه الفكرة -أي رواية النظام لما يحدث- وهي أن النظام علماني يهاجمه متطرفون في معركة بين الخير والشر وأن بشار سيثبت يوماً أنه على حق.. بشار ليس ضحية.. هو سبب العنف".
وتحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة تشهد مذابح وقتلا طائفيا بشكل شبه يومي وهو ما يقول بعض المراقبين إنه يجعل مصير الأسد أمراً غير ذي صلة تقريباً.
وقال مسؤول عربي "الجميع منومون مغناطيسيا بشكل ما بمسألة إذا كان بشار رئيساً أم لا وإذا كان سيرحل أم لا... أخشى أن تكون المسألة أكبر من ذلك بكثير. المسألة هي معرفة إذا كانت سورية ستعيش أم لا وكيف ستولد سورية الجديدة".
وقال الدبلوماسي الغربي "سيكون هناك سبب ما يؤدي إلى سقوط النظام.. سقوط دمشق أو انقلاب في النظام أو أي شيء آخر.. لا يمكنني توقع أي فتيل سيطلق العملية لكن النظام سيسقط".
*****
هل يصدق عاقل بعد التجربة السورية القوية أن أحداً لديه القدرة على هز عرش الشام أو تقرير مصيره إلا أهل الشام؟ وهل يصدق إلا المجانين أن السوريين ورئيسهم تعبوا من حماية عيون الشام وحلب من العمى الذي ينشره رمد الربيع العربي..؟؟ هل يصدق عاقل بعد قرابة عامين على صمود الأسد وتفكك المحاور حوله وانكفاء قطر ورحيل ساركوزي وترنح أردوغان وعثرات أوباما الأخيرة أن ما يسمّى بـ"الثورة السورية" لايزال لها أمل..؟؟ وهل يعتقد عاقل أن الأسد وحلفاءه الذين فككوا الربيع العربي ومنظومة الناتو السرية من استانبول إلى الدوحة ومن الكويت إلى بنغازي.. يمكن أن يهزموا؟؟ وهل يراود أحد شك أن محور روسيا- الصين-إيران- بريكس قد فعل مافعل ليدخل في الصفقات المتأخرة؟ وأنه محور ليس قوياً بما فيه الكفاية لابتلاع مجلس الأمن بكل أعضائه..؟؟..
وهل يصدق عاقل أن المقالة ليست مكتوبة في تل أبيب من قبل رجال المخابرات الإسرائيليين..؟؟!!!.
على كل حال.. التحدي للفوز بقلب الأميرة لايزال مفتوحا لكنه ربما انتهى لأنه لم توجد قصة خرقاء أكثر من هذه القصة التي تقطر كذبا وتستحق أن يكون لها في متحف الكذب والخيال الشرير قاعة خاصة وأن يتم تحنيطها كي تبقى.. والتي إذا مر الصدق بجانب بيتها انتحر.. وحتى هذه اللحظة تتنافس هذه القصة مع قصص وأكاذيب الربيع العربي والثورة السورية.. لكن مراسلي رويتر سيفوزون دون أدنى شك..
ستتربع هذه المقالة على عرش الصحافة المنافقة المفبركة دون منازع ولن تكون "الجزيرة" وتنسيقيات الثورة السورية وخطابات الإخوان المسلمين سوى وصيفات وخادمات!!...
بقي أن أقول لكم إن تلك الأميرة الحسناء هي سورية التي استمعت إلى كل الكذابين وقالت لأبنائها الملايين الـ 23 إنها أرادت بهذه المسابقة أن تخرج الكذابين الكبار من جحورهم ليرى السوريون والعرب وجوه الفئران في وضح النهار على حقيقتها وليشم الناس رائحة أنفاسها الكريهة.. وأن يتعلموا من بعد هذا الدرس أن الثورات التي تكذب وأن المثقفين الذين يكذبون لا تستطيع ولا يستطيعون أن يفوزوا بقلوب الأميرات الشرقيات..
وتقول لكم الأميرة السورية التي تعتبر أجمل أميرة في الشرق إنها لا تتزوج الكذابين والمنافقين ولا ترحب بهم.. لكنها ستعلّق رؤوسهم كالمحنطات ورؤوس الضباع والذئاب والدببة والكركدن وحمير الوحش على جدران قصر الشعب الذي يحمله أبوها قاسيون.. الذي يرابط عليه ويحميه الرئيس بشار الأسد.. وجيشه الأسطوري الذي لا يتعب.. وعيون الرئيس التي لا تتعب.